أيها الأخوة
من الأشياء التي أصبحت مع الأسف منتشرة بين
الآباء والأمهات بعفوية هي ما تنطق به شفاههم
وتلفظ ألسنتهم من بث الشكوى للأقارب والأصحاب
حيث تجد الأم أو الأب يبث شكواه عن أبنه من حيث
تقصيره ومخالفته وعدم اهتمامه وغيرها من الأخطاء
التي يفعله الابن أو البنت ولا يوجد من لا يخطي
فالمتأمل في حالنا أننا دائماً نروي الأخطاء ولا نذكر
الإيجابيات والحسنات للناس وهنا مربط الفرس
وهو أننا لا نعرف أن مثل هذا يضر بشخصية الولد
أو البنت حيث أن نظرة الناس القريبين منه تختلف
بحسب ما يسمعون عنه فإن كان خيرا فهي نظرة
إعجاب يشعر به الابن وإن لم نشعر بها وإن كانت
نظرة عتب وعدم ارتياح يشعر بها أيضاً وإن لم نشعر
وحينئذ يكون التأثر فربما شعر الابن بنظرة الناس نحوه
أنه عتب ولوم ولا شك سيشعر فتتأثر نفسه وربما ازداد سواءً
لأنه يعتبر نفسه قد انكشف للآخرين ولم يعد لديه
ما يخسره وقد يعرف أن سبب نظرة الناس والديه
فيزداد في السوء عناداً لوالديه لأنهم أحرجوه
وفضحوا امره للناس .
لذا فعلى الوالدين أن يظهرا الإيجابيات في
أبنائهم للناس ليشعر الابن بتقدير الناس وبالمنزلة
التي ينزيلونه إيها ويسمع كلمات الثناء فيشعر بالإكبار فيستمر في
التميز خشية أن يخالف نظرة الناس ولأن نظرة
الناس تغرس في نفسه دوافع التميز فيستمر
فأرجو أن ينتبه الآباء والمربون لذلك
وسلامتكم